السبت، سبتمبر 27، 2014

صديق يسكن داخلي

لا أستطيع أن أنكر أنه أفضل صديق عرفته
أبوح له بكل أسراري بكل صدق وشفافية على الرغم من اعترافي له في بعض الأوقات بأني كنت أكذب عليه.
لا أُلازمه كل الأوقات فكثير من الأحيان أغيب عنه حتى يشعر أني أهرب منه ولكني أعرف أن نهايتي ستكون حتماً عنده وهو يعلم أيضا هذا، وبالفعل دائما أعود وأعتذر له عن طول غيابي بأسباب كاذبه وهو يسامحني سريعاً بعد جلسةٍ من التحقيقات.
هو دائم النصح لي، مرشدي في الكثير من المواقف، ولكنه كأي انسان يخطيء ويصيب، وفي أغلب الأحيان نشترك سوياً في بعض الأخطاء، تختلف المواقف وتتعدد الأسباب وفي الحقيقة قد يكون هو السبب وقد أكون أنا السبب، لا أستطيع أن أظلمه.
حينما يضيق صدره يدعوني ويلح عليّ للجلوس معه على انفراد، أتذكر دائما تلك الإجتماعات فدائما مايبدأ حديثه معي بالبكاء ولكني أحافظ على صمتي لأستمع إلي كلماته، يسرد لي كل مافعله وكأني شيخٌه، أستمع إليه وأُؤنبُه بقسوة حتى ينهمر بالبكاء وفي النهاية أدعوه للصلاة فأتركه وأذهب فأتوضأ وأصلي معه فأنا الإمام  فهو لا يستطيع أن يقرأ شيء من شدة البكاء، ما أجملها من لحظات أشعر بعدها براحةٍ نفسية.


ليست هناك تعليقات: